الجمعة، 11 نوفمبر 2011

هنــا نـكـثــت وعــودي




وعدت نفسي 

 أن لا أراك  ولا أبحث عن ملامحك في وجوه البشر .. 

وإن وجدتها أغض الطرف حتى لا تفتتن روحي مجدداً

وعدت نفسي 

إن رأيت لك حرفا لا أقرؤه حتى لا ينقلني لمكان لستَ فيه

وأ حلم بك تحملني فوق همومي  على كتف سحابة عذراء 

وعدت نفسي 

أن يمر الوقت سريعا وأناً وسط قراءاتي لغيرك 

لكني كاذبة وكل وقتي
كنت متسمرةً بنظراتي على اسمك 
علََّه يـَبيـن هنا  أو هناك 
كهلال ضاع وسط زحمة الغيوم الغاضبة ...

وعدت نفسي

 أن لا أنتظر فأنا أكره ألم الانتظار  

وأكره ألم اللاحيلة 

الذي ينتابني كلما غبتَ  ولا أعرف سبباً يمنعك مني .. 

وعدت نفسي 

أن أتهرب منك كما تتهرب مني .. 

وأن أصمت كما تصمت ولا ترد علي .. 

وعدت نفسي 

أن أتجاهلُـك كليــاًّ .. 

وعدت نفسي

 أن أتكلم مع غيرك علـّني أُشعل فتيل غيرتك

فتوبخني بكلمة مشفّرة لا يفهمُها سوى أنا وأنت

 ويرجعك إلي حنين الابتسام ... 

وعدت نفسي 

أن لا أستمع لأي أغنية تذكرني بخيبتي في استمالتك  

وأنا التي أُعشَق ولم أَعشِق .. 

ولم أرى ضيراً في ملاحقتك .. 

وعدت نفسي

 أن لا أكتم غيظي وأُصهـِرُك به مرة واحدةً

عندما تسألـُني لما غبتِ يومين ولم تتكلمي 

لم تزركشي الوجودَ ابتساماً ... 

وعدت نفسي

 أن أضبطَ ضرباتِ قلبي كلما ظهرتَ

ويزيدُ خفقانُها لتفضحـَني أمام من حولي ..

وأحيانا تفضحـُني أمام نفسي ..  فأخجل!

وعدت نفسي 

 أن أهرب منك إلى حيزِ مكانٍ آخر

  فـ الهروب  من المكان ممكن 

إنما
 هروب النفس من النفس مستحيل ... !

في المكان الذي وعدت نفسي بالبعد عنك وعدم انتظارك وعدم الرد عليك 

وتجاهلك تماماَ والهروب من مكان قد يجمعـُنا 

ولملمة شتات نفسي 
وضبط خفقان قلبي 
على مقياس العقل ...

نكثت وعودي 

بكل أريحية .. وبابتسامة أبدية ..

وكأنني أحلقُ في السماء بعيداً عن الأرض والخلائق ... 

ورجعت أبحث عن الفتافيت التي تدلني على آثارك وسط هذا الكون الفوضوي .. 

وسط الزحام بين نفسي وما تتمناه ..

 كنت أنت بمحض اختياري .. 

نكثت وعودي لأنني لا أستطيع .. ببساطة لا أقدر

وجودك  متربعاً ها هنا بين أنفاسي .. 

تتملك كل ذرات وجودي وإحساسي 

تجعلني كطفلة كل همي أن أستعرض شقاوتي أمام الأطفال 

.. ليس لديها محال .. 

ولا تعرف بأمور مكر النساء ولا دهاء الرجال 

أنا صنيعة يديك شكلتني كما شئت أو كما تشاء ..

وحاجتي لك أعظم من حاجتي للبقاء 

لا أعرف لما ..

لكنني  امرأة من عصر الوفاء بالعهود 

إن أبرمت عهداً  حافظت على عهودي 

 وإن وعدت وفيت بوعودي 

ولأنني صادقة لا أنتهج النفاق .. 
بينك وبين أنفاسي أنا في سباق



فكيف أصبحَ ناكث الوعد من صفات المنافق .. ؟

إن كان مثلي .. 

محب وكريم وصادق 

و
وينكث وعداً ليصبح منافق 

ونكثه لوعده 

فقط لأنه 

إنسان عاشق ...؟!!