السبت، 31 ديسمبر 2011

آل بــــدون الكـــــرام ... الإنتــرنتيــّـــن ..

بـــعـد التحيــــــة ...: 
كم يبلغ تعداد البدون الإنترنتي في مواقع التويتر والفيسبوك ..؟ 
كم يبلغ عدد حاملي الأجهزة الحديثة والتي تم حسدكم عليها .. 
عندما تطالب بحق الأرض يرد عليك  أنت تحمل آيفون إذن لا تحتاج أي شيء آخر ...؟ 
كم عدد من يعرف أن يصفف كلام ويمتلك أسلوب عالي جدا في الإقناع والتصوير والتطوير ...؟ 
كم عدد الذين يعرفون استخدام الريتويت وإعادة الأشياء المهمة للقضية ... ؟ 
هل تعلمون أعلى ريتويت للقضية لم يبلغ 200 ريتويت ..؟ 
هل تعلمون أكثر البيوت لا تعرف أي شي عن أي حراك على الإطلاق ..؟
والسبب أنتم ..؟ 
بعد هذه الأسئلة .... 
أعلم بأن بعضكم زهق من الحديث فيها 
وهو لا يرى أي تقدم طرأ على القضية لكن هل هذا يعني التوقف ؟ 
وصلنا إلى مرحلة لا تراجع فيها أبدا إما أن نتقدم بخطا واضحة وإما نبقى نتخبط ... 
أعلم أن مرحلة الخروج من سرداب مظلم لخمسون عام ليس بالشيء الهين ولا البسيط .. 
أعلم وأقدر مرحلة الخوف والترقب والوقوف حيث تنتظر غيرك يبادر ويطالب .. 
أعلم بأن خمسين عام من حجب النور والخروج يجعلك متخبطا قليلا ...  
لكن هل اللجان هي فعلا ما يمثلك ..؟ هل اللجان فعلا لها الحق في التواجد بدلا عنك ..؟  هل اللجان فعلا  أفادتك ؟ 
عملوا على قدر استطاعتهم وكان الجهد مضني جدا لكن بقي أنت
متى تعمل ... متى تنفض غبار نفسك وتمضي معنا
لا تريد التواجد لسبب ما ما الذي يمنعك في م التواجد في تويتر وتسجيل موقف ... 
لاأقصد الهاشتاقات ولكن عليكم الإنخراط في قضيتكم توحيد الجهود الانصهار في تويتر في الفيسبوك .. 
نريد أن نرى الريتويت الأقوى عربيا وعالميا لكل شيء مفيد ... 
ما أطلبه أضعف الإيمان ... 
ولن ألمعكم ولن أمدحكم كثيرا ..
فأنا أعرف بينكم من يستطيع الكتابة والتعبير والتصوير والتطوير من الغير 
خيرا مني بآلاف المرات .. عليكم بالمحاولة ... 

وفقنا الله وإياكم ... 

سجلوا بتعداد البدون في تويتر لحمل الجنسية التويترية الآن ... 
سأضع هذا الحساب إسمه التعداد وهو لحصرنا جميعا 
أرقامنا نفتخر بها ... إحمل رقم يا أخي طفرتني .. 


والغالبية أعرفكم  
TE3DAD@

السبت، 3 ديسمبر 2011

غصـــة قلـــب والدتـــي



من اعترافاتي التي لا تنتهي ... 
فصل مع والدتي ... 
هذه المرأة التي كبرت وأنا أراها في ريعان شبابها الحقيقة كان بيننا فقط عشرون عام  .. 
لن أتكلم عنها كثيرا لكنها كانت هادئة صابره محتسبة جميلة بوجودها في البيت
خدمتنا وأخلصت في حبها لنا وكنا ولا زلنا  جل حياتها 
إلا أن هناك شخص كان يختصر وجودها بالحياة
أخي الكبير الذي رزقها الله إياه وهي طفلة ذات خمسة عشر ربيعا 
 والذي تعرض بدوره لمرض شلل الأطفال فجأة 
وجلست معه خمس سنوات في رحلة علاج تكللت بالنجاح الحمدلله 

كانت علاقة والدتي وهذا الأبن بمثابة صداقة
فما بينهما من سني العمر سوى خمسة عشر عاما .. 
اختزلها هو بفكره وثقافته وحبه للحياة والطموح 
فكان نابغة بالنسبة لأقرانه وطاغي عليهم بجماله وشعره الأشقر الناعم
كان يشبه إلى حد كبير حسين فهمي 
لكن بعيون عسلية وليست زرقاء 
وكان أمنية كل البنات 
وكم كنت أكره تواجده بسيارته الرياضية أمام مدرستي
يتباهي بشعره وجماله وكنت مرغمة  بحجابي أعاني جنون  الهواء 
وجنون ضحكاته علي حتى نصل المنزل غاضبة ومتوعده إياه بوالدي
كانت مغامراته لا تعد ولا تحصى ..
لكن خارج نطاق الفريج ..
ومع ذلك كل يوم يأخذ نصيبه من التوبيخ من والدي رحمه الله 

كبر أخي ودخل الحقوق وكان مفخرة والدي وكل عائلتي وكان الكل متأهب ليزوجه .. 
العلاقة بينه وبين والدتي استثنائية رغم وجودنا إلى أن هذا الأطرق يسحب البساط منا ويستحوذ على كل اهتمامها وإن حججت فيها للكعبة ماشيا ..
أيضا هذا الجمبازي يحصل على جل اهتمامها وحبها ورعايتها وكأننا أبناء الجارية 
لم يكن أحد يجرأ على مخالفته كانت شخصيته قوية 
سرعان ما تحكم في المنزل وراعي المنزل 
ويا شين الأخو لا تحكم .. 
ممنوعات وحقوق وواجبات وأهو آخر شخص ينفذها
( يذكرني بنواب المجلس 2011) 
حدث الغزو وكانت حالة من الرعب والفزع والجزع تتحكم في البيوت
ومنها بيتنا قطع كل شيء بما فيها التلفونات 
وانقطعنا عن أهالينا لكن الفريج كانوا أكثر من أهل
فصندوق طماطم يكفي الجميع  وكف عدس أيضا يكفي الجميع 
عشنا الغزو بكل المحن التي فيه من الاستشهاد لشح مواد التموين للخوف في الشوارع للترقب أمام الراديو بحثا عن صوت يذكرنا 
بــ هنا الكويت ..
جمعوا الشباب من الشوارع وكان الأشقر بينهم ولم نعلم .. 
أتى الليل فعلمنا من الجيران أن اثنين من الشارع أسروا .. أخي وابن الجيران ...؟ 
كانت طامة كبرى أن يؤسر كبيرنا  وفجأة تختفي الحياة من المنزل كليا .. 
خيم الحزن والبكاء وروح الفقد كانت هي السائدة والمسيطرة في تلك الأوقات  ..
وكم كانت عدائية تلك الروح تقتلع أحشاءنا اقتلاعا 
أتكلم عن والدتي والبنات أما الشباب كانوا متمالكين أنفسهم .. 

كنت أرى والدتي تذوي يوما بعد يوم وتتغير ملامحها يوما بعد يوم ..
يا الهي كم تعشقه 
تغيرت والدتي شفتاها لم تعرف غير الدعاء وصدرها لم يعرف غير النحيب
ومارست كل أمومتها في الدعاء 
انخفض وزنها كثيرا لكن صدقا صدقا لم تتوقف عن البكاء  
وراحت تلك العينان الجميلتان تغرقان في لجة من الذبول  
كانت لا تنام لا تنام كنت أراقبها وأضع رأسها في حضني 
وأهدّيها وكنا نبحث عن الأخبار في كل مكان فلم يعد شيء يصبرها 
ولأنني الكبرى في البيت كنت صديقتها
كنت أصلي معها جماعة حتى أتأكد أنها بخير ..
وأسقيها بيدي حتى أتأكد أنها تشرب الماء فكانت تشرب فقط ما يجعلها تعيش 
في يوم من الأيام طبخت الغداء وكانت على يميني ..وقلت لها حبيبتي تغدي .. 
تقل لي : لا أقدر لا أقدر لا أعرف هل يأكل أم لا لا أقدر 
أعطيتها لقمة وأدخلتها فمها,
رأيت بعيني كيف لم تستطع فعلا أن تبتلعها وكيف غصّت بها وسط انهيارها باكية 
حضنتها بقوة كبيرة ونهضت توضأت وصليت ركعتين لله 
وسط خوفي ودموعي وهلعي من أن أفقد والدتي 
طلبت من الله أن يعينها وأن يصبرها وأن يمنحها قليلا من الأمل لو بالحلم 
ليتها  تراه  بالحلم .. ليتها تحلم به علّها تهدأ وعلّها تستكين
طلبت من الله وأنا أبكي بصوت عال وألهج بالدعاء بحرقه ولوعة 
لم يمرا علي في حياتي من قبل 
لا أعرف لما فعلت ذلك 
لكن لم يكن لدي سوى هم كبير ورب أكبر يحمله عني ويخفف عنها ويساعدني 
سمعت بكائي فسكتت وهكذا 
صحيت صباحا وجدتها كالعاده جالسة وحدها تبكي في الزاوية وتنظر إلى غرفته .. 
صحوت مستبشره وذهبت لها راكضة قلت لها يمه بيرجع 
شهقت هل سمعت خبر قلت لها ل ولكني حلمت البارح حلم غريب ..؟ 
قالت قولي لي ماهو الحلم  قلت له حلمت أنهم جاؤوا به في تابوتين  وهو ميت التابوت الأول مكتوب عليه محمود 
والثاني هو طافو به في الشارع
 فصرخت باكية ولا أعرف من أين لها كل هذه الدموع 
التي لم تجف ثلاثة أشهر لا ليل ولا نهار 
تابوت لأ فاطمة تابوت  لا تقولين ميت فاطمة الله يخليج  (وصرخت تبكي)
ذهبت راكضة أتيت بتفسير الأحلام لابن سيرين 
قلت لها يقال بأن التابوت هو قدوم غائب وليس الموت بعينه 
عصر  نفس اليوم سمعنا صراخ بالفريج 
خرجنا واذا الكل يقول محمود وصل وأفرج عنه ... 
ذهبنا إليها وراحت تبكي فرحة بعدما أبلغنا محمود أنه في الدفعة التي بعده في الطريق إليها .. 
أتذكر ليلتها لم ننم انتظرناه كلنا 
طبعا لم يكن أحد في الدنيا يوازي شعورها وانتظارها وقلقها وفرحها .. 
أيضا لم تأكل لكن كانت تشرب الشاي 
أشرق هذا الصباح وكان أطول صباح يمر علينا في حياتنا .. 
انطلق أخواي ليأتيا به .. 
فجأة صرخوا في الخارج وكان هو قد وصل لم يتحمل المكوث دقيقة واحده 
صدقوا أو لا تصدقوا العائلة كلها تصرخ وتبكي في الشارع والفريج كله معنا 
من أتى به لم يكن يعلم أنه أسير لكنه بكى كالحاضرين ورفض أن يأخذ كروة .. 
كانت والدتي في عالم آخر لحظة رؤيته ... 
يمه رجعت لي  يمه  يا بعد عيني يمه رديتلي  يمه يمه  كان لهذه الكلمة (يمه) 
صوت مختلف نبرة مختلف عبره مختلفة أبكت الجميع 
صدقوا والدتي من كان  يقبـّل يديه ورأسه وشعره كانت بحاجة أن تلمس كل مافيه أن تتحسس وجودها من خلاله 
كان يقبّلها ويحتضنها وكانت هي تبحث عن نفسها في ملامحه 
فقد أضاعتها ثلاثة أشهر في أسره
هذا الموقف رسخ في ذاكرتي لأن والدتي رجعت للحياة برجوع أخي الأسير .. 
ولا زال حتى هذه اللحظة مهيمن على قلبها وعقلها 
وإذا حضر بطل وجودنا جميعا بأولادنا وأحفادها ... 

كم هي جميلة أمي ... لا يليق بمقامها الحزن ..