الاثنين، 19 سبتمبر 2011

حســـــناء في المحكمــــة




 القاضي : أيها الحاجب ...
 الحاجب : نعم يا سيدي ...
القاضي: من المتكلمة ...؟
 الحاجب :
إنها الساحرة يا مولاي قد أتت شعثاء غبراء 
تتهادى بتعاويذها وبيدها بلورة وأراها متفحمة ...؟
 القاضي : سحقا لك من حاجب .. ألم تأت بغير ساحرة .. تركت نساء الدنيا .. 
وأشرت لملعونة التوارة والانجيل والقرآن بالمتكلمة ؟
الحاجب:  مولاي ليتك تراها .. تخفض لها جناح الهيبة والغرور ..
وينسل منك الكبر والظهور .. 
وتتدلى كـ ثريا من سقف بيت خرب مهجور ..
إنك لحظتها لا شك بأنك مسحور مسحور ...
 القاضي :صه يا أبله أدخلها .. لعلنا نرى حظنا في الدنيا المتخمة ..
 الحاجب: أدخلي يا وليـّه .. وإياك والغضب  فهذا قاضي القضاة ..
قد رأى إنك تملكين قضية .. لا تنظري في عينيه .. قد أدخلك قبل البقية ..
 المرأة : عمت صباحاً يا مولاي .. يا سيد المطرقه .. وقياس العدل ..
وروح القانون .. وعين المحكمة .. 
 القاضي : لا تزيدي .. تفضلي فيما انت متكلمة ..؟
 المرأة : سأتكلم عن أزواجي ..  طوني وجعفر وعايض وعكرمة ..؟
 القاضي :وعلقمة ..؟
 المراة : ماذا سيدي ؟
 القاضي : لا كنت أحدث نفسي . أكملي ؟
 المرأة : تزوجت طوني ,, 
حنوناً هفهافاً يعشق الزينة والرقص والسمر يحب الأصحاب ويعاقر  الخمر  .. 
وأنا صابرة محتسبة ان يهتدي  فكانت هدايته مكتسبة ..
بفعل فاعل ومرتبة .. 
وباع ربع أملاكي باسم جوقته تحت أعين ترانيمه ..
 القاضي : أتقصدين في الصومعه ... ؟
 المرأة: هي ليست صومعه يا سيدي .. هي قلعة ملغمة ..؟
فطلقني وتزوجت بعده جعفر . ..؟
القاضي : جعفر .. من جعفر .. زارع البيدر؟
 المرأة : أوتعرفه يا سيدي .. نعم جعفر .. 
يقوم بسم الله وينام على اسمه وياكل بعد اسمه 
ولا يشرب من قربة مُحرّمــة
كان ينام ليله في سبات ونهاريعمله في ثبات ..
واحتار فيه الثعالب وكلاب الفلا .. وأفاعي الرفات .. 
فكمنوا له بين الأذان والصلاة ..
وبعثوا له براقصة مهندمه ..
وكيف لعابد أن يبرئ نفسه من مشهد معصية  أمام الخلق ..
وهي قضية محكمة ؟؟؟
 القاضي : وكيف أنتهى بك المطاف بين عايض وعكرمة ؟
 المرأة : عايض هذا روح البداوة .. عطر الصحراء وأهازيج الحفاوة .. 
الكرم والمروءة والخلق العربي  ..
لم يمارس الكذب ولا الرشوة ولم ينتهج العداوة ..
يأتيه حلال ويضعه في يد المحاسبين إتاوة ..
فسجنوه في سجن اللسان .. وأباحوا تاريخه بلا عنوان ..
لإضحاك الإنس والترفيه عن الجان ..
في قصص كان يا ما كان .. علقت على فساد فنان ..؟
ويجازى عايض بالسجن ويثاب الفنان بالمكرمة ؟
 القاضي : قصتك بات طويلة .. وأراك تصولين وتجولين ذليلة ..
سأسمعك حتى النهاية ما باليد حيلة .. 

هل وصلنا لعكرمة ؟

 القاضي : عكرمة وما أدراك ما عكرمة ... ؟؟
الطيبة والدين والخلف والمرحمة  .. 
نور على نور دين على دين .. 
تهابه العقول .. وتحبه القلوب .. والحديث عنه يطول ..
أحيا شرع الله بعد جاهلية الصحاري .. وأحي سنة نبيه بعد ان مستها الضواري ,,, البسني النقاب .. وحرم علي الباب ..ونشر الهدى ومنع السباب ..
إلا أنه بات بطنه يكبر  .. سعيد ولا يشعر .. 
فراح يكبر يكبر حتى أتى يوم ووجدتني في مظلمة ..
قد أخذ ما تبقى من مالي .. آه من عكرمة .. قتله مسيلمة ...؟
 القاضي : وأنت هنا تندبين الأربعة ..؟ 
ومن مسيلمة ؟ أخامس هو؟
 المرأة : لآ ,, لا يا مولاي ...
أنا أريد  ما سرقوه مني .. 
خمسون طائفيا وخمسون قبليا وخمسون فقيراً بخمسين شاهبندر ..
لم يجعلوني أنعم بحيااتي  ..
 القاضي : أية حياة قد قضيت على أربعة رجال !!
وبمقدورك أن تقضي على النصف الآخر منا ....؟
إسمعي أنت في محكمة .. وأتيت بقضية هاوية أركانها وليست مُحكمة ؟ 
فتارة تولوين على ماراح منك وتارة تبدين مُرغمه ؟ 
أنت هنا بين أزواج تركوك للطريق .. وغدر الصديق .. 
ونفس بات يضيق .. بالمطعمة ..؟ 
لا تنتهجي لغة الثوار ..؟ 
فليس كل من ثار ثار .. وليست كل الديار عمار 
.. هناك فرق بنيتي بين صهيل الحصان ونهيق والحمار .. 
وشتان بين  الشعر والملحمة ..؟  
بيتك سرق وعمرك ضاع وأموالك هدرت مع دموع الليالِ الطوال
... حسنا وأين الإشكال ؟؟
من أنت ولما تغيرت هيأتك الآن ..؟ 
 المرأة : أنا ... أنــا ..الكويت
.. بلد النفط .. بلد الخير والعطاء .. 
بلد علم أبناءه الهندسة فبرعوا بالشفط 
.. وأزواجي الأربعة لديهم ازدواجية  أو مرض الفصام 
معاييرهم المال والنساء ومرتبة الجنسية ... دماؤهم زرقاء وبنفسجية ... 
كلهم قلت لهم هيت هيت .. وما بخلت يوما وكم أعطيت ..
أجازى بالسرقات .. واللعنات .. 
وبين خذ وهات وضاعت الضحكات 
ما الذي تبقى غير .. الخوف من ذل العوز والمَغرَمة ..؟ 
أنا المُلامة .. أنا المُحطمة ..؟ 
أنا لم أحسن الاختيار .. 
وأولادي ضعاف وصغار .. 
وتركت المال والهواء والدار .. لصاحب بيت مؤخرا أصبح  مستعار ..؟ 
القاضي : يا كويت سمعت عنك بأنك مشعوذة مترفة وساحرة .. ومسوّمة .. 
ليت البلاد مثلك تأن للخيانة .. لما أمسى بيننا خائن ..
ولزانت الديار وتجملت المدائن  
يا كويت .. 
إرجعي لأبنائك لعل من العشرة يَبُرُّك واحد ..
ولعله يؤمن بأن القدر تخطيط يحتاج قائد .. 
وأن السيف الذي يترقصون به  .. 
كان يرقص طربا على الرقاب بيد خالد  .. 
لا تقطعي الأمل وكوني خيرا متوسّمة .. 
تمهلي يا كويت وكوني راغمة لا مرغمة 
لن ينفعك الدجال ثقفي ولا حتى مسيلمة 
اتركي كل هذا عنك .. 
وانظري لغد أنت فيه متحكمة ...
وإن كنت راغبة في زوج خامس .. أضيفيني رقما في صفحتك المرقمة  ..؟ :)

وسأكن . الابن واللصيق ..
والحبيب والعشيق .. والزوج والصديق ..
والجار وقت الضيق 
لا الجار لا .. ربما سأكن راعي الدار والمكرمة ...؟؟؟
لكن قبلها صيحي على الحاجب دعيني أدق عنقه  هذا الأشر الكاذب 
كيف يقل أنك ساحرة ومشعوذة شعثاء غبراء 
..سأجعله عبرة  للناس جمعاء 
هل بات  هذا  الزمن  الذي تكر الضباع فيه على طعام الأسود .. 
سحقا لهذا الزمن .. تنهزم فيه الرؤوس والأذناب فيه تســـود
......
قــاضي وكيــــــــح

:
:
كان ممكن أكتب فيها شهر بس خفت عليكم من ارتفاع الضغط 
تحياتي 
فاطمة  حسين العلي









هناك 5 تعليقات:

  1. آه يا كويت الكل يطمع فيك و عندما يحصل على ما يريد يتركك .
    لو كنت مكملة يا أم بدر لجلست إلى الصباح و أنا أقرأ المدونة لأنك تتحدثين عن أمنا الغالية و ما حصل لها وما فعله بها الأنذال

    ردحذف
  2. في ليالي الحلزون
    جئتي من خلف الظنون
    تسحقين الخاصره
    في ليالي الحلزون
    كنتي انتي الخاسره

    ردحذف
  3. الله الله الله الله الله عليج يا سلااام كلام من ذهب يبكي القلوب قبل العيون أحسنتي يا فاطمه أحسنتي يا فاطم :)

    ردحذف