اعترافاتـــي بريــــــندا الأمريكيـــــــــــة

اعترافاتي -
بريندا الأمريكية
=============

في أحد أروقة محاكم الرقعي وعلى كراسي الانتظار
كنا ننتظر وسط طابور من الرجال والنساء القاضي لحضر في الجلسة
كانت هناك سيدة محجبة وترتدي العباءة الاسلامية
لكن ملامحها أجنبية وليست عربية

بالصدفة كنا نجلس ففهمت ان لديها مشكلة كبيره في زواجها
من زوجها والذي لا تعرف له طريق ولا يوجد لها معين ابدا

انتظرت حتى دخلت الى القاضي ودخل معها زميلها من عملها
السابق واتضح ان هذا الرجل الكريم يساعدها لوجه الله

خرجت من عند القاضي وقد استوقفني شيء لا أعرفه
لأجل هذه المرأة

استوقفنا المصعد سويا فتبادلنا التحية وعرفت اني كويتية
فبكت ..
هزتني كثيرا دمعة هذه الغربية في الكويت
فسألتها ولكنها لم تجب فقد اختنقت بدموعها

فقال لي زميلها انه يستأذن ليأتي معها الى المحكمة حتى يترجم لها
كلامها وكلام القاضي وانه هو كل عائلتها او من يساعدها
وهي متزوجة من رجل سافر ولم تعرف عنه شيء من عام

وعندما ذهبت إلى أهله وجدت ذات الاجابة انهم لا يعلمون عنه شيئا
وهي الان تواجه الايجار وغلاء المعيشة
ومصروفات كثيرة وايجارات متأخره
وهي ليس لها معين ابدا
ويكاد يمر عليها ايام دون طعام
لو أن رحمة الله شملتها بهذا الزميل الذي يساعدها قليلا
خصوصا انه عربي ولا يملك الكثير

لحظة
لحظة
نسيت أقولكم انها مسلمة .. قبل زواجها بالمسلم
فقلت لها .. لا تعلمين ما الحكمة ان نلتقي هنا
عموما اتمنى ان تقبلي مساعدتي لك في هذا الأمر

وكلمت زميلها بأني راح اتولى رعايتها من هذا اليوم ..
المهم طلعنا من المحكمة
وعرضت عليها اوصلها بطريجي فوافقت مبتسمة
وما اجمل ابسامتها بعد الدموع
بيني وبينكم كنت خايفة تاخذ فكره غلط عن الاسلام ..

رجعت البيت وانا افكر في بريندا
بريندا الأمريكية أسلمت بعد دراسة كبيرة للدين الاسلامي
وافترقت عن زوجها المسيحي
وكانت تصلي في بيتها وتصوم

فدخل ولدها وابنتها الاسلام
وافترقت عن زوجها المسيحي
وأيضا لحقت بالركب والدتها
وكل أهلها احترموا رغبتها في هذا الدين الاسلامي
فمن كان يأتي بلحم الخنزير احترم مشاعرها

ومن كان يحتسى الخمر ايضا احترم اسلامها
وامتنعوا عن ذلك بوجودها
فكانت كالشمعة بينهم
تنشر هذا الدين ما استطاعت

حتى تعرفت بهذا الزوج الكويتي
وتزوجته وأتت معه إلى الكويت لتعمل مدرسة في احدى المدارس الخاصة
إلا ان هذا الزوج تركها إلى غير رجعه دون طلاق ..

الى هنا وصلنا الى معرفتي بها

فكنت واياها نتسابق في أداء الصلاة وكانت تضحك كثيرا اذا ما سبقتني
او عندما نصلي التراويح
كان بيني وبينها الماسنجر والتلفون

صارت بريندا شغلي الشاغل
أحببت اسلامها فقررت مساعدتها
اتصلت على الأخوات في بيت الزكاة وشرحت لهن الحال
فطلبن مني أن آتي بها لمساعدتها ..

ذهبنا في أحد ايام رمضان واستقبلتنا المشرفة وكانت دمثة الأخلاق
فطلبت منها الأوراق التي تثبت زواجها
فأعطتهم الأوراق ووعدوها بمساعدتها لأنها دون عمل

خرجنا من بيت الزكاة وفي الطريق كنا نتحدث
عن الدنيا وفجأة
اصطدمت بسيارة امامي توقفت وسط الطريق فجأة لأنه رأى جيب مطافي
فنزلنا في الشارع
والحمد لله لم يحدث شي
فضحكت وقالت ...
You have astrong car
ضحكتي بدوري فركبت السيارة وأوصلتها إلى بيتها

في الموعد الآخر في المحكمة لم أرى هذا الرجل بصحبتها
فوقفت معها أمام القاضي الذي كنت اترجم الكلام اليها
دون معرفتي بأن هناك قسم للترجمة في المحكمة

خرجنا من المحكمة وذهبنا الى الجمعية لأشتري بعض الأغراض
لبيتها الصغير الجميل
ورجعنا ونحن نضحك ونتكلم في كل شيء

اهتممت كثيرا بهذه الانسانة التي لم تتأخر عن فرض أبدا
وعيدنا جميعا وكان عيد فطر مميز جدا مع بريندا
كانت خير سفيرة لحديثي الاسلام
وتخجلنا كثيرا تصرفاتنا لها

كثيرا ما حاولت أن اتدبر لها عملا في التربية الا انها كانت ترفض
كانت لا تريد العمل تريد الذهاب الى أمريكا
ولم تهمها الجنسية أبدا
ووصلت مساعدتها من بيت الزكاة
وأيضا من الشؤوون

بعد حصولها على الطلاق
حدث بيني وبينها موقف ..
عندما قلت لها ان أردت شئ أخبريني
ولا تذهبي مع زميلك في العمل في السيارة
فأنا امرأة ويسعدني مصاحبتك

كان سوء فهم ..

هي فهمت انني شككت فيها
لكنني كنت خائفه عليها من الناس وأحمي خصوصيتها الشرعية
فشرحت لها نظرة الاسلام في ذلك

فبكت كثيرا لأنها فهمت أن زميلها هذا
هو أخ دنيا تعتمد عليه في كل شيء
فلا ضير من الركوب معه في السيارة ....
فشرحت لها ما أقصد وتفهمت

وضحت لها ما أقصد
وأنني ل أحد من حريتها أو أطعن بسلوكها أبدا فأنا أعرفها شخصيا
وأعرف مدى التزامها بخلق الاسلام ناهيك كم من الناس قد دخل الاسلام
على يديها وغيرهم الكثيرون الذين أسرهم خلقها الرفيع
كأمريكية مسلمة

حصلت بريندا على الطلاق
وذهبت إلى أمريكا
واجتمعت بعائلتها هناك فرحة ومسرورة
ولازلنا أصدقاء نتراسل في كل مناسبة